--------------------------------------------------------------------------------
أمين الأمةإسمه ولقبهنشأتهوصفهإسلامهأبو عبيدة فى بدر
سرية أبى عبيدة إلى بنى ثعلبةأبو عبيدة فى ذات السلاسل
سرية أبو عبيدة إلى ساحل البحرأبو عبيدة مع وفد نجران
أبو عبيدة فى سقيفة بنى ساعدةأبو عبيدة فى خلافة الصديق
أبو عبيدة فى خلافة عمروفاة أبو عبيدة بن الجراح
إسمه ولقبه
عامر بن عبد الله بن الجراح ولقب بأمين الأمة أو أمير جيوش الشام أو أمير الأمراء
نشأته
ولد قبل البعثة النبوية بسبع سنوات وعشرين سنة فهو أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة سنة، وهو من بنى فهر أحد بطون قريش ويلتقى مع رسول الله(ص) فى فهر
وصفه
كان رجلا نحيفا، معروق الوجه، خفيف اللحية، طويل القامة، أحنى( أى منحنيا نحو الصدر)، أثرم الثنيتين (أى مكسور الأسنان) وقد أصبح أثرم فى يوم أحد عندما دخلت فى وجنتى رسول الله (ص) حلقتان من المغفر ، فأخذ أبو عبيدة بثنيته إحدى حلقتى المغفر فنزعها وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه.. ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت، وكان أبو عبيدة فى الناس أثرم
إسلامه
كان أبو عبيدة من أوائل الذين استجابوا فقد أتى إلى رسول الله (ص)، عبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان بن مظعون وأبو سلمة عبدالله بن الأسد المخزومى وعبيدة بن الحارث، فعرض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا فى ساعة واحدة وذلك قبل أن يدخل رسول الله (ص) ، دار الأرقم، وقد قيل : إن الأرقم كان معهم يوم أسلموا وأسلم معهم، وقد هاجر فى هجرة الحبشة الثانية ولم يطل مقامه بالحبشة وعاد منها ليقف إلى جوار رسول الله فى بدر
أبو عبيدة فى بدر
فى هذه المعركة الفاصلة، سقطت روابط القرابة، فانهارت الأبوة وزالت البنوة، وانطلق عبد الله بن الجراح والد أبى عبيدة، ليرديه صريعا ويتخلص منه ومن عقيدته التى آذاه بها، حسب رأيه، وحاول أبو عبيدة الإبتعاد عن أبيه فلم يفلح، فما كان إلا أن تصدى وصرع أبيه، لا يبالى بأية آصرة من آواصر الدنيا، فالإسلام والشرك لا يلتقيان مهما كانت روابط القرابة بينهما
سرية أبى عبيدة إلى بنى ثعلبة
كان الرسول (ص) قد بعث محمد بن مسلمة فى سرية من عشرة أنفار إلى "ذى القصة" من بلاد بنى ثعلبة للإغارة عليهم، فلم تفلح هذه السرية واستشهدوا جميعا ماعدا محمد بن مسلمة، ثم أرسل الرسول(ص) سرية أخرى مؤلفة من أربعين مقاتل وكان على رأسها أبا عبيدة، فأغاروا على القوم ونصرهم الله وتمكن أبو عبيدة من أخذ رجل منهم، واستاق إبلا لهم وعاد إلى المدينة، فأسلم الرجل وقسم الرسول (ص) الغنائم بين مقاتلى السرية بعد أن أحتجز خمسه
أبو عبيدة فى ذات السلاسل
بعث الرسول (ص) قوة من سراة المهاجرين وأمر عليهم أبا عبيدة كمدد إلى عمرو بن العاص فى غزوة ذات السلاسل، وقال الرسول (ص) لأبا عبيدة "لاتختلفا"، وعندما بلغ أبو عبيدة بن الجراح مكان عمرو بن العاص، كادا أن يختلفا على من يتولى إمرة الجيش ولكن أبو عبيدة تذكر أمر رسول الله (ص) بألا يختلف مع عمرو بن العاص فأنتهى الأمر إلى تولى عمرو قيادة الجيش، والتقى الجمعان وانتصر المسلمون
سرية أبو عبيدة إلى ساحل البحر
أمر الرسول (ص) أبا عبيدة بن الجراح على ثلاثمائة رجل، و فى هذه السرية فنى الزاد والتمر واضطر أفراد هذه السرية أن يأكلوا ورق الشجر المعروف "بالخبط"، لذلك تسمى هذه السرية أحيانا بسرية الخبط، وما إن توصلوا إلى البحر حتى وجدوا حوت عظيم، فأكل منه رجال السرية ثمانى عشرة ليلة
أبو عبيدة مع وفد نجران
قدم وفد نجران إلى الرسول (ص) بعد أن كتب إليهم، يدعوهم إلى الإسلام، فلما قدموا طلبوا من الرسول (ص) أن يبعث معهم أمينا، فأرسل معهم أبو عبيدة بن الجراح، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"
أبو عبيدة فى سقيفة بنى ساعدة
بعد أن أنتقل رسول الله (ص) إلى الرفيق الأعلى، إجتمع الأنصار فى سقيفة بنى ساعدة، وبايعوا أحد وجهائهم وهو سعد بن عبادة رضى الله عنه، فعلما أبو بكر وعمر بالإجتماع ، وأنطلقا إلى الجمع فالتقيا بأبى عبيدة بن الجراح فى الطريق وسار معهما، وما أن وصلوا حتى نادى أبو عبيدة وقال:" يا معشر الأنصار، إنكم أول من نصر وآذر، فلا تكونوا أول من بدل وغير"، فرضى الأنصار بأمرة المهاجرين، وأراد أبو بكر أن يبايع أبى عبيدة أو عمر فرفضا وقالا: " لا ينبغى لأحد بعد رسول الله (ص) أن يكون فوقك، فأنت صاحب الغار وثانى اثنين، وأمرك الرسول(ص) حين أشتكى أن تصلى بالناس، فأنت أحق الناس بالخلافة" وبايع أبو عبيدة وعمر والناس جميعا أبو بكر
أبو عبيدة فى خلافة الصديق
لما انتهى الصديق من حروب الردة، وجه خالد بن الوليد إلى العراق، ثم عبأ الجيوش إلى الشام فى السنة الثالثة عشر، فكانت أربعة جيوش، وكان أبو عبيدة بن الجراح أمير الجميع، وكان عدد المسلمين حينئذ لا يزيد عن سبعة وعشرين ألف فى حين كانت جيوش الروم تزيد على أربعين ومائتى ألف، فكتب المسلمون إلى الصديق يطلبون المدد فى موقع اليرموك، فكتب الصديق إلى خالد بن الوليد يأمره بالسير إلى اليرموك لدعم المسلمين هناك، ووصل خالد وتسلم الإمارة، ووزع القيادة، فكان أبو عبيدة قائد القلب. و فى اليوم الخامس من القتال، خرج "غريغورى" قائد ميمنة الروم وطلب المبارزة فخرج له أبو عبيدة، وحاول خالد بن الوليد وغيره أن يثنى أبا عبيدة عن المبارزة ولكنه أصر، وتمكن من قتل "غريغورى" فارتفعت معنويات المسلمين. وعندما انتهت المعركة، سلم خالد القيادة لأبى عبيدة وعزى المسلمين بأبى بكر، وأعلمهم بتولية عمر
أبو عبيدة فى خلافة عمر
بعد معركة اليرموك وتولى عمر بن الخطاب الخلافة، تابع أبو عبيدة مطاردة فلول الروم حتى وصل إلى أسوار دمشق، من الجانب الغربى وحاصرها عدة أشهر حتى أتى أهلها طلبا لعقد الصلح وتسلم المدينة، فى نفس الوقت كان جنود خالد بن الوليد يقتحموا أسوار المدينة من الجانب الشرقى لها، وهكذا كان دخول دمشق، نصفه عنوة ونصفه صلحا، ثم سار أبوعبيدة إلى حمص وحاصرها حتى استسلمت وفى نفس الوقت كان جيش عمرو بن العاص فى طريقه إلى بيت المقدس فوصلها وأدركه أبو عبيدة وجيشه وباقى الأمراء بمن معهم من جنود، فحاصروها حتى أجاب أهلها إلى الصلح شريطة أن يقدم عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فكتب له أبو عبيدة طالبا منه القدوم إلى بيت المقدس، فأتى عمر وتسلم مفاتيح القدس من أهلها. بعد ذلك طلب أمير المؤمنين عمر من أبو عبيدة أن يأخذه إلى منزله ، فرد أبو عبيدة :" وما تصنع عندى؟ ، ما تريد إلا أن تعصر عينيك على" ، ودخل عمر منزل أبى عبيدة فلم يرى شيئا، قال:"أين متاعك؟، لا أرى إلا لبدا وصحفة وشنا، وأنت أمير, أعندك طعام؟ " فقام أبو عبيدة إلى جونة فأخذ منها كسيرات، فبكى عمر، فقال له أبو عبيدة :" قد قلت لك، إنك ستعصر عينيك على يا أمير المؤمنين، يكفيك ما يبلغك المقيل"، فرد عمر :" غيرتنا الدنيا كلنا، غيرك يا أبا عبيدة". أكمل أبو عبيدة مسيرة الفتوحات والجهاد، فصلح أهل حلب وأهل أنطاكية وأرسل معاوية بن أبى سفيان لفتح المدن الساحلية، ففتح الله على يده، صور وصيدا وبيروت وجبيل وعرقة وطرابلس، ولما تمت هذه الفتوحات ، رغب عمر فى زيارة الشام واتجه أبو عبيدة إلى الجنوب لإستقباله، وقبل أن يصل عمر، عرف أن بالبلاد طاعون، فلم يكمل مسيرته إليها وبعث إلى أبو عبيدة أن يأتى، فرفض وأبى أن يترك جنوده وأرسل إلى عمر بهذا، فلما قرأ عمر الكتاب، بكى ، وروى أنه لما اشتد الوباء قام أبو عبيدة وخطب فى الناس وقال:" أيها الناس، إن هذا الوجع رحمة بكم ودعوة نبيكم (ص) وموت الصالحين قبلكم وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له منه حظه"، فأصيب أبو عبيدة مع من أصيب من الناس
وفاة أبو عبيدة بن الجراح
توفى أبو عبيدة فى العام الثامن عشرة للهجرة، عن عمر ثمان وخمسين سنة أثناء خلافة عمر بن الخطاب، الذى ما إن علم بوفاة أبى عبيدة أخذت عيناه تذرفان من الدمع وهو يقول مقالته الشهيرة :" لو كنت متمنيا، ما تمنيت إلا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبى عبيدة". وقال فيه عمر بن الخطاب أيضا:" لو أدركت أبا عبيدة لاستخلفته وما شاورت، فإن سئلت عنه، قلت، استخلفت أمين الله وأمين رسوله"